صلاة الاستخارة ثبوت سنيتها وكيفيتها ودعائها ؟
ما تعريف صلاة الاستخارة ؟
ثبوت سنيتها :
أولا : أخرج أحمد والحاكم وأبو يعلى وابن حبان والبزار بسند جيد والترمذي، عنه ﷺ قال: (من سعادة ابن آدم استخارته الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله).
(ومن شقوة ابن آدم ترکه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضاه الله).
ومن الثابت قولهم (لا خاب من استخار ولا ندم من استشار) وهي صلاة مستحبة عند الجمهور، والجمع بين الاستخارة (من الله) والاستشارة (من الناس) من تمام الجمع بين طرفي السنة قال قتادة (ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم).
ثانيا : روى البخاري من حديث جابر رواية قال: كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، قال الشوكانى هذا دليل على العموم وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به فيترك الاستخارة فيه.
فرب أمر يستخف به فيكون في الإقدام عليه أو في تركه ضرر عظيم ولذلك قالﷺ (وليسأل أحدكم ربه، حتى شسع نعله) وقد كان السلف يطلبون من الله حتى ملح الطعام وما هو أقل منه، ثم يأخذون في الأسباب.
حكم صلاة الاستخارة :
أجمع العلماء ، على أن صلاة الاستخارة سنة ، ودليل مشروعيتها هو ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ) الحديث.
كيفية صلاة الاستخارة والقراءة فيها :
أما كيفيتها كما رواها البخاري عن رسول الله ﷺ قال «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، (أي يصليهما سنة بنية الاستخارة) ويقرأ فيهما بما شاء، واختار بعضهم اجتهادا أن يقرأ فيهما بسورة (يس) نصف في الركعة الأولى ونصف في الثانية، واختار بعضهم سورة الكافرون والإخلاص، واختار شيخنا آية الكرسي وأواخر البقرة، واختار بعضهم آية " وربك يخلق ما يشاء ويختار " إلى "يعلنون " (القصص) في الركعة الأولى، وآية "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة" إلى "مبينا" (الأحزاب) في الركعة الثانية، وقد فضلوا أن يكون ذلك قبل النوم مباشرة فقد تصادفه رؤيا صادقة وهي جزء من النبوة، قال ﷺ : ثم ليقل (أي بعد الصلاة وهو على جلستها مستقبلا القبلة، مستحضراً حاجته إلى الله) الدعاء الآتي:
دعاء صلاة الاستخارة :
(اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر. (يجوز أن يسمي حاجته أو يكتفي بنيته والله أعلم بها). خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (وعاجل أمري وآجله) فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وإن کت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (وعاجل أمري وآجله) فاصرفه عني واصرفني عنه (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) ويجوز تكرار هذا الدعاء في الجلسة فإن النبي ﷺ كان يحب تثليث الدعاء حتى إذا انشرح صدره مضى على اسم الله وبركته
معلومات عن صلاة الاستخارة :
وأباح شيوخنا تكرار عمل الاستخارة إلى ثلاث مرات في ثلاث ليال، بل سبع مرات -كما نقله ابن السنى وغيره عن أنس- إذا لم يتضح أمره وينشرح صدره لأحد حاليه، قال الإمام النووی : (ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له) ثم قال : (بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً، وإلا فلا يكون مستخيراً) وقال: (فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة من اختياره لنفسه).
وأخذوا من حديث أبي أيوب جواز أن تكون صلاة الاستخارة في المرة الواحدة، بأكثر من ركعتين بتسليمة واحدة، كما أجازوا الدعاء فيها بما يستطيع له، أستجابة لدعائه.
قلنا: وقد تكون الرؤيا التي ترى -بعد هذه الصلاة من موجهاته إلى تدبير الله واختياره، وعلينا ممارسة الأسباب الكونية مع الاستخارة، وما قدر يكون
إقرأ أيضاً : ما هي عبادة التوكل !