《 عبادة التوكل 》 !
التوكل قلب التوحيد، وهو ليس بالأمر اليسير؛ فلا يكون إلا حين تتيقن كل اليقين أنه لا يجلب النفع إلا الله، ولايدفع الضر إلا الله!
حين تتيقن أن الله يكفيك كل ماأهمك
-بكل تفاصيله- ،وأن له القدرة على ذلك ، وأنه أرحم الراحمين بك !
حين تتيقن أن لربك عميم الإحسان ،وكفايته لك كل ماأهمك هي من آثار إحسانه !
حين تتيقن أنه مامن عسير إلا وييسره الله ؛وإنما يختبر الله الناس بالعسر ليظهر مقدار ثقتهم به !
أيها المؤمن :
الثقة بالله أمر عزيز نفيس؛ فأعن نفسك على تقويتها حين تختبر بعسر ما فيتبين لك ضعفك فيها !
التوكل على الله مرتبط بالإيمان ؛فعلى قدر مامعك من إيمان يكون توكلك ، و قول الله : {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} يعني :
إن كنت مؤمنا فتوكل على الله !
كل المؤمنين يجب أن يتوكلوا في أمورهم على الله ؛ولكن الاختلاف فيما بينهم هو في قوة التوكل والاعتماد، وقوة الثقة بالله !
التوكل عبادة عجيبة يغفل عنها كثير من المؤمنين ؛بل هي من كبار العبادات؛وذلك لتوقف سائر العبادات عليها ،
وليتضح هذا انظر لو أن الرسل خافوا تهديد قومهم ،ولم يتوكلوا على الله في أمر نصرة دينه وهداية عباده ؛فتركوا دعوتنا كيف كان سيصلنا الخير ؟!
ولو أن كل داعية هدده ذو سلطان؛ فترك التوكل ،وترك الدعوة ؛كيف سيصل الخير للناس ؟!
ولو أنك في كل أمر صعب يمر عليك تركت التوكل ،واعتمدت على الأسباب فقط ؛كيف ستسير أمورك ؟
وهذا لايعني ترك الأسباب أبدا ولكن ياخيبة من ترك الاعتماد على الله واعتمد على الأسباب !
ياخيبته !
الأسباب معتمدة إذا نفع الله بها فقط !
التوكل من العبادات الكبار والمؤمن غافل عنها ،أو غافل عن تفاصيلها :
هل أدركت يوما ماذا يعني أن تثق أن الله ييسر لك كل شيء ؟!!
كل شيء ؟!
المحروم من حرم هذا ،وبعض المحرومين يرون في التوكل مخاطرة ،ويرون أهل التوكل مخاطرين، وهذا واضح في سورة الأنفال والتوبة كيف كانوا يقللون من شأن إقبال النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على قتال العدو ويقولون :
{ٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ }
والله يقول :
{ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
من مدارسة سورة إبراهيم
قد يهمك أيضا :
آیات لدفع الهموم وتيسير الأمور